بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة في هذا المنتدى العامر يسعدني أن أشارككم الطرح مستهلا ذلك بمقال من المقالات الرائعة
راجياً أن يكون ممتعاً لمن طالعه .........
"من المعروف لو ان سفينة اخذت تتقاذفها عاصفة عاتية، أو شب على سطحها حريق هائل، أو هاجمتها مجموعة من القراصنة الأشداء، فهي لا محالة سوف تغرق أو تحترق أو يستولى عليها، هذا إذا اصاب ركابها الرعب والهلع، ولكن لو ان واحدا منهم فقط ظل رابط الجأش هادئاً، فإنه من الممكن ان يفتح امام الجميع طريقاً للنجاة، إما بتشجيعهم، او بتوجيههم، او باعطائهم مثالاً بنفسه.. والنماذج في هذا الصدد كثيرة من واقع الحياة.
ولا ادري إذا كان احد منكم يذكر الزلزال المدمر الذي ضرب ارمينيا في عام 1989، وكان من اقسى زلازل القرن العشرين، حيث ان درجته كانت (8.2) على مقياس ريختر، وأودى بحياة اكثر من ثلاثين الف شخص خلال عدة دقائق، ولقد شلت تماماً المنطقة التي ضربها وتحولت إلى خرائب متراكمة، وعلى طرف تلك المنطقة كان يسكن فلاح مع زوجته، تخلخل منزله ولكنه لم يسقط، وبعد ان اطمأن على زوجته تركها بالمنزل وانطلق راكضاً نحو المدرسة الابتدائية التي يدرس فيها ابنه، والواقعة في وسط البلدة المنكوبة، وعندما وصل وإذا به يشاهد مبنى المدرسة وقد تحول الى ما يشبه (الفطيرة)، لحظتها وقف مذهولاً وملجوماً، ولكن بعد ان تلقى الصدمة الأولى ما هي إلاّ لحظة اخرى وتذكر جملته التي كان يرددها دائماً لابنه ويقول له فيها: مهما كان (سأكون دائماً هناك الى جانبك).
ما هي إلاّ لحظة ثالثة وإذا الدموع تنهمر على وجنتيه، وما هي إلاّ لحظة رابعة إلاّ وهو يمسح الدموع بيديه ويركز تفكيره ونظره نحو كومة الأنقاض ليحدد موقع الفصل الدراسي لابنه، وما هي إلا لحظة خامسة وإذا به يتذكر ان الفصل كان يقع في الركن الخلفي ناحية اليمين من المبنى، وما هي إلا لحظة سادسة إلا وهو ينطلق الى هناك ويجثو على ركبتيه ويبدأ بالحفر، وسط يأس وذهول الآباء والناس العاجزين.
حاول ابوان ان يجراه بعيداً قائلين له: لقد فات الآوان، لقد ماتوا، فما كان منه إلا ان يقول لهما: هل ستساعدانني؟!، واستمر يحفر ويزيل الأحجار حجراً وراء حجر، ثم اتاه رجل اطفاء يريده ان يتوقف لأنه بفعله هذا قد يتسبب بإشعال حريق، فرفع رأسه قائلاً: هل ستساعدني؟!، واستمر في محاولاته، وآتاه رجال الشرطة يعتقدون انه قد جن، وقالوا له: انك بحفرك هذا قد تسبب خطراً وهدماً اكثر، فصرخ بالجميع قائلا: اما ان تساعدوني او اتركوني، وفعلا تركوه،
ويقال انه استمر يحفر ويزيح الأحجار بدون كلل او ملل بيديه النازفتين لمدة (37 ساعة)، وبعد ان ازاح حجراً كبيراً بانت له فجوة يستطيع ان يدخل منها فصاح ينادي: (ارماند)، فأتاه صوت ابنه يقول: انا هنا يا ابي، لقد قلت لزملائي، لا تخافوا فأبي سوف يأتي لينقذني وينقذكم لأنه وعدني انه مهما كان سوف يكون الى جانبي.
مات من التلاميذ 14، وخرج 33 كان آخر من خرج منهم (ارماند)، ولو ان انقاذهم تأخر عدة ساعات اخرى لماتوا جميعا، والذي ساعدهم على المكوث ان المبنى عندما انهار كان على شبه (وتد) مثل المثلث نقل الوالد بعدها للمستشفى، وخرج بعد عدة اسابيع.
والوالد اليوم متقاعد عن العمل يعيش مع زوجته وابنه المهندس، الذي اصبح هو الآن الذي يقول لوالده: مهما كان (سأكون دائماً إلى جانبك)".
من مقال للأستاذ : مشعل المليار. - بتصرف يسير -
ودمتم ,,,,,,,,,
راجياً أن يكون ممتعاً لمن طالعه .........
"من المعروف لو ان سفينة اخذت تتقاذفها عاصفة عاتية، أو شب على سطحها حريق هائل، أو هاجمتها مجموعة من القراصنة الأشداء، فهي لا محالة سوف تغرق أو تحترق أو يستولى عليها، هذا إذا اصاب ركابها الرعب والهلع، ولكن لو ان واحدا منهم فقط ظل رابط الجأش هادئاً، فإنه من الممكن ان يفتح امام الجميع طريقاً للنجاة، إما بتشجيعهم، او بتوجيههم، او باعطائهم مثالاً بنفسه.. والنماذج في هذا الصدد كثيرة من واقع الحياة.
ولا ادري إذا كان احد منكم يذكر الزلزال المدمر الذي ضرب ارمينيا في عام 1989، وكان من اقسى زلازل القرن العشرين، حيث ان درجته كانت (8.2) على مقياس ريختر، وأودى بحياة اكثر من ثلاثين الف شخص خلال عدة دقائق، ولقد شلت تماماً المنطقة التي ضربها وتحولت إلى خرائب متراكمة، وعلى طرف تلك المنطقة كان يسكن فلاح مع زوجته، تخلخل منزله ولكنه لم يسقط، وبعد ان اطمأن على زوجته تركها بالمنزل وانطلق راكضاً نحو المدرسة الابتدائية التي يدرس فيها ابنه، والواقعة في وسط البلدة المنكوبة، وعندما وصل وإذا به يشاهد مبنى المدرسة وقد تحول الى ما يشبه (الفطيرة)، لحظتها وقف مذهولاً وملجوماً، ولكن بعد ان تلقى الصدمة الأولى ما هي إلاّ لحظة اخرى وتذكر جملته التي كان يرددها دائماً لابنه ويقول له فيها: مهما كان (سأكون دائماً هناك الى جانبك).
ما هي إلاّ لحظة ثالثة وإذا الدموع تنهمر على وجنتيه، وما هي إلاّ لحظة رابعة إلاّ وهو يمسح الدموع بيديه ويركز تفكيره ونظره نحو كومة الأنقاض ليحدد موقع الفصل الدراسي لابنه، وما هي إلا لحظة خامسة وإذا به يتذكر ان الفصل كان يقع في الركن الخلفي ناحية اليمين من المبنى، وما هي إلا لحظة سادسة إلا وهو ينطلق الى هناك ويجثو على ركبتيه ويبدأ بالحفر، وسط يأس وذهول الآباء والناس العاجزين.
حاول ابوان ان يجراه بعيداً قائلين له: لقد فات الآوان، لقد ماتوا، فما كان منه إلا ان يقول لهما: هل ستساعدانني؟!، واستمر يحفر ويزيل الأحجار حجراً وراء حجر، ثم اتاه رجل اطفاء يريده ان يتوقف لأنه بفعله هذا قد يتسبب بإشعال حريق، فرفع رأسه قائلاً: هل ستساعدني؟!، واستمر في محاولاته، وآتاه رجال الشرطة يعتقدون انه قد جن، وقالوا له: انك بحفرك هذا قد تسبب خطراً وهدماً اكثر، فصرخ بالجميع قائلا: اما ان تساعدوني او اتركوني، وفعلا تركوه،
ويقال انه استمر يحفر ويزيح الأحجار بدون كلل او ملل بيديه النازفتين لمدة (37 ساعة)، وبعد ان ازاح حجراً كبيراً بانت له فجوة يستطيع ان يدخل منها فصاح ينادي: (ارماند)، فأتاه صوت ابنه يقول: انا هنا يا ابي، لقد قلت لزملائي، لا تخافوا فأبي سوف يأتي لينقذني وينقذكم لأنه وعدني انه مهما كان سوف يكون الى جانبي.
مات من التلاميذ 14، وخرج 33 كان آخر من خرج منهم (ارماند)، ولو ان انقاذهم تأخر عدة ساعات اخرى لماتوا جميعا، والذي ساعدهم على المكوث ان المبنى عندما انهار كان على شبه (وتد) مثل المثلث نقل الوالد بعدها للمستشفى، وخرج بعد عدة اسابيع.
والوالد اليوم متقاعد عن العمل يعيش مع زوجته وابنه المهندس، الذي اصبح هو الآن الذي يقول لوالده: مهما كان (سأكون دائماً إلى جانبك)".
من مقال للأستاذ : مشعل المليار. - بتصرف يسير -
ودمتم ,,,,,,,,,