دائما نفتح التلفاز لنرى دماء تجري و تتطلخ على الشاشة و نرى في زاوية الشاشة مكتوب
(فلســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــطين)
فهل فكرت يوما بأن تتعرف على فلسطين ....
موقع فلسطين الجغرافي :
تقع فلسطين في غربي القارة الأسيوية بين خط طول 15-34ْ و40- 35ْ شرقاً ، وبين دائرتي عرض 30-29ْ و 15 -33ْ شمالاً .
وهي تشكل الشطر الجنوبي الغربي من وحدة جغرافية كبرى في المشرق العربي ،
هي بلاد الشام ، التي تضم - فضلا عن فلسطين -كلا من لبنان وسورية والاردن
، وومن ثم كانت حدودها مشتركة مع تلك الاقطار، فضلاً عن حدودها مع مصر.
وتبدأ حدود فلسطين مع لبنان من رأس الناقورة على البحر المتوسط وتتجه بخط
مستقيم شرقاً حتى ما وراء بلدة بنت جبيل اللبنانية عندما ينعطف الحد
الفاصل بين القطرين شمالاً بزاوية تكاد تكون قائمة، ليطوق منابع نهر
الأردن ، فيضمها إلى فلسطين في ممر أرضي ضيق، تحده من الشرق الأراضي
السورية وبحيرات الحولة وطبرية.
ومن جنوب بحيرة طبرية تبدأ الحدود مع الاردن عند مصب نهر اليرموك، لتساير
بعد ذلك مجرى نهر الأردن، ومن مصبه تتجه الحدود جنوباً عبر المنتصف
الهندسي للبحر الميت فوادي عربة حتى رأس خليج العقبة.
أما الحدود مع مصر فهي ترسم خطاً يكاد يكون مستقيماً يفصل بين شبه جزيرة
سيناء وأراضي صحراء النقب، ويبدأ خط الحدود من رفح على البحر المتوسط إلى
طابا على خليج العقبة.
وفي الغرب تطل فلسطين على المياه الدولية المفتوحة للبحر المتوسط، مسافة
تربو على 250 كليومتر فيما بين رأس الناقورة في الشمال ورفح في الجنوب .
وفلسطين بحكم موقعها المتوسط بين أقطار عربية تشكل مزيجاً من عناصر
الجغرافيا الطبيعية والبشرية لمجال أرض أرحب يضم بين جناحيه طابع البداوة
الأصيل في الجنوب ، وأسلوب الاستقرار العريق في الشمال ، وتتميز الارض
الفلسطينية بأنها كانت جزءاً من الوطن الاصلي للإنسان الاول ، ومهبطاً
للديانات السماوية ، ومكاناً لنشوء الحضارات القديمة ، ومعبراً للحركات
التجارية، والغزوات العسكرية عبر العصور التاريخية المختلفة، وقد أتاح لها
موقعها المركزي بالنسبة للعالم أن تكون عامل وصل بين قارات العالم القديم
آسيا وأفريقيا وأوربا، فهي رقعة يسهل الانتشار منها إلى ما حولها من مناطق
مجاورة ، لذا اصبحت جسر عبور للجماعات البشرية منذ القدم ، وهي رقعة تتمتع
بموقع بؤري يجذب اليه - لأهميته - كل من يرغب في الاستقرار والعيش الرغيد.
وكان هذا الموقع محط أنظار الطامعين للسيطرة عليه والاستفادة من مزاياه .
ولموقع فلسطين أهمية كبيرة على الصعيدين السلمي والحربي، ففي العصور
القديمة كانت فلسطين تمثل احدى الطرق التجارية الهامة التي تربط بين مواطن
الحضارات في وادي النيل وجنوب الجزيرة العربية من جهة، ومواطن الحضارات في
بلاد الشام الشمالية وفي العراق من جهة ثانية، وكانت فلسطين مسرحاً لمرور
القوافل التجارية قبل الاسلام وبعده، حيث تسير إليها القوافل العربية
صيفاً قادمة من الجزيرة العربية كجزء من رحلة الشتاء و الصيف التي ورد
ذكرها في القرآن الكريم .
كما كانت معبراً لمرور هجرات القبائل العربية التي قدمت من الجزيرة
العربية في طريقها لبلاد الشام أو شمالي أفريقيا، واستقر بعضها في فلسطين
بينما استقر بعضها الآخر في المناطق المجاورة .
جبــــــال فلسطين
أ - جبال الجليل
تتصل مرتفعات الجليل شمالاً بجبل عامل، وتكاد
الصفات الطبيعية للمنطقتين تكون واحدة، ومرتفعات الجليل تمتد نحواً من
خمسين كيلومتراً من نهاية سهل عكا غرباً إلى مشارف طبرية شرقاً، وما يقرب
من المسافة نفسها من الحدود اللبنانية شمالاً إلى سهل مرج ابن عامر
جنوباً. وبلغ معدل ارتفاعها بين ثلاثمئة وستمئة متر، إلا أن قممها تتجاوز
هذا الارتفاع. فجبل الجرمق هو أعلى جبال فلسطين، علوه 1100 متر، وجبل
كنعان، قرب مدينة صفد، يرتفع حتى 841متراً.
والذي يعرف ما في جبال لبنان من وعورة وعمق في الأودية ومن كثرة المسالك
الصخرية يرى في جبال الجليل صفات تختلف عن ذلك. فهي، في كثير من الأحيان.
لا تعدو أن تكون تلالاً مستديرة واضحة الخطوط م؟؟؟وة بالعشب. وهذه
المرتفعات تنتهي بشكل مفاجئ في الجنوب. ذلك بأن الذي يخرج من الناصرة
مثلاً يجد نفسه بعد قليل، يهبط هبوطاً سريعاً إلى مرج ابن عامر. ويرى في
الجهة الشمالية الشرقية من السهل. جبل الطور (طابور) الذي يرتفع من السهل
إلى علو يبلغ نحو 650 متراً، ويبدو هذا الجبل كأنه قبة ضخمة تتوسط هذا
الجزء من السهل.
ب - جبال السامرة (مع الكرمل)
تقع هذه الجبال إلى الجنوب من مرج ابن عامر شمالاً،
وتمتد إلى الجنوب من مدينة نابلس (عند خان اللبن). وإذا أضفنا إليها جبل
الكرمل الذي يبدأ عند مدينة حيفا ويصل إلى مجدّو ثم يتصل بها حول جنين.
كانت الرقعة التي تشغلها قريبة من الرقعة التي تشغلها مرتفعات الجليل. وفي
الشرق تطل هذه الجبال على الغور الذي يفيد نهره (الأردن) من المياه التي
تحملها إليه الأودية مثل وادي الفارعة وبعض الأنهار.
وهذه الجبال، على العموم، أقل ارتفاعاً من جبال الجليل. وليس فيها سوى جبل
واحد يقرب ارتفاعه من ألف متر (جبل جريزم قرب نابلس). أما جبل الكرمل
فيبلغ أعلى ارتفاع فيه 550 متراً.
وقد أثرت عوامل التعرية في جبال السامرة فخددت فيها أودية كثيرة بعضها ضيق
عميق، والبعض الآخر واسع بحيث سمح للغرين أن يستقر فيه ويكون سهولاً
داخلية ضيقة لكنها خصبة. إلا أن جبال السامرة عموماً. إذا قوبلت بجبال
الجليل، أفقر في المارد الطبيعية. والطبقات الظاهرة على السطح هي، في
الغالب من النوع الطبشوري تتخلله بعض نتوءات من البازلت، ولذلك كانت
تربتها أفقر وينابيعها أقل كثيراً من جبال الجليل. ويغلب أن يستقر السكان
فيها في الأودية الواسعة. أما جبالها فتصلح للرعي.